هل عادت "حظيرة فاروق حسني " إلى "ثقافة "" النمنم"؟

هاجت الدنيا وماجت على وزير الثقافة السابق فاروق حسني عندما دعا المثقفين للانضمام إلى ما أسماه "حظيرة المثقفين"، حيث رفض جميع المثقفين وقتها هذا الوصف، الذي أهانهم بشدة.
منذ أيام قليلة نظم قصر ثقافة سوهاج في إطار الدورة السادس عشر لمؤتمر وسط الصعيد الثقافي جلسة بحثية بعنوان "المؤسسات الرسمية وغير الرسمية"، وأدارها الناقد محمد عبد المطلب، وتحدث خلالها ثروت عكاشة السنوسي وشعيب خلف، وانتهت الجلسة إلى عنوان كبير وهو "رفض الجمهور العادي تحرر الثقافة من الدولة"، ما يرسخ بالتالي منطق "حظيرة المثقفين" التي ابتدعها فاروق حسني.
في الجلسة تحدث ثروت عكاشة السنوسي عن المؤسسات غير الرسمية قائلا "تنقسم هذه المؤسسات إلى مؤسسات غير ربحية وأخرى ساعية للربح، وأهدافها أن تكون محل اهتمام من الإعلام الخاص"، مؤكدا على أهمية أن تشرف الدولة من خلال صندوق التنمية الثقافية على هذه المؤسسات، وزعم أن بعض الثقافات الهدامة التي تسربت من خلال المؤسسات غير الرسمية كنشر التطرف أو الشيوعية على حد تعبيره.
وزعم عكاشة أن بعض النماذج الأوروبية التي لاتمتلك مؤسسات رسمية ولكن تمتلك صندوقا للدعم الثقافي وشرح استبيانا أجراه لشريحتين كل منهما 100 فرد، الأولى من المثقفين، والثانية للجمهور العادي، وجاءت نتيجة الاستبيان لتؤكد رغبة المثقفين في البعد عن هيمنة المؤسسات الرسمية، بينما يرفض الجمهور العادي هذا الاقتراح، ونقل عكاشة اقترحات المثقفون منها دمج وزارتي الثقافة والإعلام، وضرورة أن تصبح الثقافة هي الهدف الأول للمرحلة.
بينما أشار شعيب خلف في بداية كلمته إلى الفارق الشاسع بين نظرة المجتمعات الأكثر تقدما ونظرة مجتمعاتنا إلى الثقافة، واتهم ما بعد الحداثيين بهدم الثوابت المجتمعية مما يضع المجتمع أمام مصطلحين وهما "الغزو الثقافي" و"التبعية الثقافية"، مشيراً إلى أن التبعية الثقافية لا تعدو أن تكون الوجه القديم للغزو الثقافي، وأكد خلف إلى أن كل هذا هو امتداد طبيعي لبروتكولات حكماء صهيون، وأضاف أنه اتخذ من الهيئة العامة لقصور الثقافة نموذجا للمؤسسة الرسمية، وتناول مشروعين للنشر بالهيئة يتم التفرقة بشكل غير مُرضي، وطالب بعودة سلسلة "الكاتب والرسام" للفروع، وأعرب عن رفضه لسياسة خروج أنشطة الهيئة خارجها، معربا عن تخوفه من أن الجمهور لن يعلم أن هذه أنشطة الهيئة، وتسائل عن عدم الاستفادة من تجربة النوادي الرياضية من إنشاء متاجر على أسوارها لتوفير دخل إضافي للقصور.
ومثلما كان اعتراض المثقفين على "حظيرة" فاروق حسني في السابق اعترض الشاعر درويش الأسيوطي على الدراسات الإحصائية غير معلومة المصدر التي استخدمها الباحثين، بينما أشارت هويدا صالح إلى عدم تحليل السنوسي لنتيجة الإستبيان الذى أجراه واكتفى بعرض النتيجة.
نهج فاروق حسني يتغلغل داخل الوزارة في عهد حلمي النمنم، فهل ينقذ المثقفون وزارتهم من الحظيرة الجديدة؟

التعليقات