
حقيقة وجود 3 مليون ملحد فى مصر.. والأزهر ينتفض لمواجهة المشكلة
أخيرا بدأ الأزهر يتخذ خطوات جادة ومعلنة لدخول حقل الألغام وفتح الملف المسكوت عنه، لمواجهة ظاهرة ما يسمى بالإلحاد، تلك الظاهرة التى بدأت تنتشر فى الأوساط الشبابية، عقب التغيرات الإجتماعية والسياسية العنيفة التى شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة، ورغم تأكيد ممثل الأزهر، الدكتور عبد المنعم فؤاد محمود، خلال اجتماع لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب،اليوم الإثنين، أن الإلحاد أمر طارىء على المجتمع ولم يرق إلى حد الظاهرة، لكن حقيقة الأمر ان الملف صعب لعدة أسباب، منها رفض الفكرة مجتمعيا وعدم وجود احصائية دقيقية حديثة لعدد الملحدين.
لذا فمن الضرورى الحذر والاحتياط عند وضع طرق لمعالجتها ومجابهتها، أولا بتحديد الرقم الحقيقى أو الأقرب للحقيقة، وآخر رقم تم تداوله كان فى نهاية 2013 ، جاء ضمن تقرير أعدته شبكة (بي بي سي) الإخبارية ، طرحت فيه السؤال الأهم، هل هناك حقا هناك 3 ملايين ملحد في مصر؟.
وسلطت الشبكة الإخبارية الضوء على ما ورد بصحيفة (الصباح) التي زعمت أن عدد الملحدين في مصر التي يصل تعداد سكانها 84 مليون نسمة وصل إلى 3 ملايين، وذلك نقلًا عن استطلاع أمريكي.
سبق لمرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية إصدار تقرير في نهاية عام 2014 يرصد فيه أسبابَ تزايد ظاهرة الإلحاد بين الشباب في الدُّول الإسلامية، لا سيما الدول التي تمر بمتغيرات سياسيَّة واجتماعية كبيرة، ومنها مصر التى وصفت بالأعلى في الإلحاد بـ 866 ملحدًا!
وعند الحديث عن الإلحاد في مصر وهي من أكبر الدول العربية والإسلامية، وهي بلد الأزهر الشريف -الذي يعد من أقدم الجامعات الإسلامية في العالم - فهو أمر غريب! بل وعجيب ويبدو غير منطقيا!
كما رصد تقرير ألماني زيادة أعداد الملحدين في مصر خلال الآونة الأخيرة، مرجعًا الأسباب إلى زيادة الهجمات الإرهابية على الأقباط، واسقاط نظام الحكم الإسلامى، إلى جانب غضب المسيحين في مصر، لافتاً إلى أن مصر شهدت خلال الأيام الأخيرة طفرة في أعداد الملحدين، وهو أمر يمثل مؤشر خطر بالبلاد.
وبعيدًا عن الإحصائيَّات التي سبق وأن تداولَتها وسائل الإعلام المختلِفة نقلاً عن بعض المعاهِد والمراكز مثل: مركز تحالف الإلحاد الدولي، ومعهد جالوب الدولي "WIN - Gallup International" مرورًا بما رسمته صحيفة "الواشنطن بوست" عن خارطة الإلحاد في العالم، لأنَّ هذه الإحصائيَّات لم تسلم من النقد والأخذ والردِّ، لكن وبالرغم من ذلك بدأ الألحاد يظهر ويطفو على الساحة المصرية عبر الشبكة العنكبوتية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل وفي بعض المبادرات الفكريَّة والشبابيَّة! الأمر الذي استرعى الانتباه نحوه باعتباره "ظاهرة" لن نفرط في المبالَغة في حجمها، ولكنَّنا أيضًا لن نتجاهل خطورتَها على سلامة مجتمعنا وإيماننا.
فلقد صارت هذه الظاهرة مقلقة -بحق- لا سيما في الأوساط الشبابية، ويَعرف ذلك كلُّ من له اطلاع وممارَسة في العمل الثَّقافي والفِكري والتنموي، ورغم أنَّ الإلحاد بمدارسه وتيارته لا يعد أمرا غريبا فقط على مصر الإسلامية.
كل ما سبق هو معلومات عن حجم الظاهرة فى مصر التى تؤكد الأرقام الرسمية انها ليست كبيرة ولم تصل فعلا لحد الظاهرة لكنها موجودة ولا يمكن انكارها فى الوسط الشبابى.
ممثل الأزهر أستطرد فى معرض حديثة عن قضية الملحدين، قائلا" مسألة إن الإلحاد ظاهرة تحتاج إلى تأن، فمصر فى أمان إلى يوم الدين، فظاهرة معناها إنه منتشر، وأعتقد أن الإلحاد لم يصل إلى حد الظاهرة، والمساجد ترفع الآذان وتقام فيها الشعائر الدينية، والكنائس تدق الأجراس، ومصر بلد الأمن والأمان، ويؤكد ذلك قول الله تعالى: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".
وتابع: "نطمئن كل المؤمنين والمصريين أن مصر ليس فيها هذه الظاهرة، الخطاب الدينى وفقا لقول الدكتور عمر حمروش يسير فى الطريق الصحيح، وإننا نريد أن نقف على عوامل معالجة هذه القضية، وأرى أن مؤسسات الدولة إعلامية واجتماعية وثقافية لابد أن تقف وتتعان وتشارك فى معالجة الأمر، وأعتقد أنه كان فلابد أن يحضر ممثلو وزارات الثقافة والشباب والتعليم الاجتماع، الأمر لا يتعلق بالأزهر والإفتاء والأوقاف فقط، أعطونا فرصة نتعاون معا وننزل إلى منتديات الشباب بل ننزل إلى الملاعب وغيرها، لكى نناقش ونتحاور، فهى قضية فكرية، والفكر يواجه بالفكر وليس بأن يضرب بالرصاص، هذه دعوة كريمة للجنة الدينية نثمنها ونؤيدها".
واستطرد ممثل الأزهر: "مرصد الأزهر الشريف يرصد هذا الأمر الطارىء على المجتمع المصرى، وهناك 800 سؤال وإجابة وشغال على مدار 24 ساعة، كلنا نتحاور ونضع أساس للتعاون فى هذه القضية وغيرها