حكاية "الأمير النائم" خالد بن طلال الذي توفي بعد عشرين عامًا من "الغيبوبة"

أعلن بيان الديوان الملكي السعودي عن وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال، إذ سيصلى عليه الأحد ابعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض.

ووُلد الأمير الراحل في العام 1990، في حين تعرّض إلى حادث مروري في العام 2005، ليبقى في حالة غيبوبة منذ نحو 20 عاماً، حتى جاء أجله.

وارتبط به لقب الأمير النائم عقب سنوات طويلة قضاها في غيبوبته، فيما حظيت قصة حياته بتفاعل لافت طوال السنوات الماضية، وسط آمال باستفاقته، غير أن القدر لم يمهله.

ونعى والد الراحل الأمير خالد أبنه عبر حسابه في منصة إكس بتغريدة كتب فيها: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي... بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى ننعى ابننا الغالي الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم".

وُلد الأمير الوليد في أبريل عام 1990، وأكمل عامه السادس والثلاثين في 22 من شهر يوليو الجارى، وهو الابن الأكبر للأمير خالد بن طلال آل سعود، شقيق رجل الأعمال البارز الأمير الوليد بن طلال.

كان الأمير يقود سيارته برفقة اثنين من أصدقائه بسرعة عالية عندما وقع الحادث الذي تسبب في إصابة بالغة في الرأس، ودخوله في غيبوبة شُخصت طبيًا على أنها "موت دماغي".

وعلى الرغم من تأكيد الأطباء أن حالته ميؤوس منها، أصرّت أسرته، وعلى رأسها والده الأمير خالد، على إبقائه تحت الرعاية الطبية الكاملة، رافضة نزع أجهزة الإعاشة عنه.

ورغم طول أمد الغيبوبة، بقي الأمير الوليد حاضرًا في وجدان السعوديين، وتحولت قصته إلى واحدة من أبرز القصص الإنسانية المؤثرة في العالم العربي، لما تحمله من معاني الوفاء والصبر والإيمان، وسط تعاطف واسع ومتابعة مستمرة من الجمهور.

في أكثر من مناسبة، تداول السعوديون لقطات تُظهر تحرك الأمير الوليد بشكل مفاجئ، ما كان يُعيد الأمل لأسرته ومحبيه.

ففي منتصف عام 2019، نشرت الأميرة ريما بنت طلال مقطع فيديو يظهر فيه شقيقها وهو يحرّك رأسه من الجهة اليمنى إلى اليسرى، وعلّقت عليه قائلة: "الحافظ القادر الرحمن الرحيم... يا رب لك الحمد والشكر".

وفي مشهد آخر تم تداوله على نطاق واسع، ظهر الأمير وهو يتفاعل مع سيدة ألقت عليه التحية، وقام بتحريك أصابعه في استجابة واضحة، رغم مرور أكثر من 15 عامًا على دخوله الغيبوبة.

واظب الأمير خالد بن طلال على زيارة نجله بشكل يومي على مدار 19 عامًا، ونشر مقاطع تُوثّق لحظات إنسانية مؤثرة تجمعه بابنه، وهو يقرأ له الأدعية والقرآن.

وعلّقت الفنانة أصالة نصري على أحد هذه المقاطع بكلمات مؤثرة، قائلة: "فيه ناس بتخلق للطمأنينة وهالحياة بكل تخبطاتها وأهوالها بحاجة لماسة لناس تعدّل كفّة الميزان بالحب والوفا والصبر، وأنا وحده من ناس كتار بيدعوا معك يا أمير خالد نفرح بتحقيق هالمعجزة بإذن الله."

منذ وقوع الحادث، تباينت الآراء الطبية حول حالته، وجرى استقدام فريق طبي دولي ضم أطباء من الولايات المتحدة وإسبانيا، لمحاولة إيقاف النزيف من الرأس.

لكن حالة الغيبوبة استمرت، رغم توقّع الأطباء وفاته خلال 72 ساعة فقط من الحادث.

 

التعليقات