
بالصور.. بنات فري ستايل كورة لـ"الرجال": اللي قدنا يلاعبنا
اقتحمنّ عالم الرجال، وقررن خوض تجربة كروية تحتاج إلى مهارات خاصة لا يجيدها محترفوا كرة القدم، فجذبتهنّ الساحرة المستديرة إلى تحطيم قيود وتقاليد المجتمع المفروضة على النساء، إنهن مؤسسات لعبة free styel football المتحررة من قوانين كرة القدم في الملعب .. فما هي تلك اللعبة؟ وكيف ولماذا اقتحمتها فتيات قليلات؟ وهل واجهن انتقادات اجتماعية ؟ .. " الحكاية " تحقق.
ياسمين محمد علي (22 عاماً ، ليسانس آداب قسم آثار)، تعشق الكرة، ولعبت كرة اليد منذ كان عمرها 14 عاماً واستمرت فيها لمدة 7 سنوات، لكنها لم تحبها بالقدر الكافي حتى تكمل فيها، وتقول: " لم أتميز في كرة اليد وبمعنى أدق لم أوفق فيها، فقررت البحث عن رياضة بديلة أجد نفسي فيها، ولم يلفت اهتمامي رياضة أخرى مثل الـ free style، في البداية كنت اعتقد أنها كرة قدم بعدها عرفت أنها مهارات حرة لكرة القدم، وبدأت أبحث على موقع التواصل الاجتماعي youtube عن تمارين لهذه اللعبة الجديدة التي لم أجد لها فريقًا أو مدربًا في مصر، وبالفعل بحثت عن التمارين وكنت أقلدها تدريجيًا حتى أتقنت عدداً كبيرًا من المهارارات عن طريق التعليم الذاتي من فيديوهات youtube.
وتضيف ياسمين : الصدفة لعبت في حياتي دور كبير أو بالأحرى عشقي للـ free style جذبني، فتعرفت في النادي على فتاة تدعى رضوى وجدتها تجيد مهارات كرة القدم فتعرفنا وأصبحنا نتمرن سويا، حتى تعرفنا على كابتن يسري وهو مدرب كرة قدم شاب يحترف هذا النوع من الرياضة ومهتم بنشره بين الشباب في مصر فبدأ يوجهنا .
وتتابع: حتى مدربين كرة القدم لم يكونوا على علم بأن هذه رياضة مختلفة تمامًا عن كرة القدم، وبالتالي كنت أرفض أي عروض خاصة بالانضمام إلى فرق كرة القدم نظرًا لعشقي لرياضة الـ free style.
أول الصعوبات التي واجهت ياسمين في لعبتها الجديدة تمثلت في كونها محجبة، وتقول: الحجاب كان عائقا كبيرًا لي في بداية اللعبة فحركات لعب الكرة بالجزء العلوي من الجسد سواء كان الرأس أو الأكتاف كان الحجاب عائقًا، وأخذ وقتاً حتى اعتادت عليها، أما العائق الثاني الذي خشيته هو مواجهة الناس، فمجتمعنا الشرقي لا يتفهم أن تمارس الفتاة رياضة تستخدم فيها جسمها كله تقريبًا رأس وأكتاف، حتى أن هناك بعض المهارات التي نلعبها ونحن مستلقين على ظهورنا ونلعب الكرة بأرجلنا مرتفعة إلى أعلى، هذا الأمر بالنسبة لي كان أشبه بالكابوس، لأن مجتمعنا الشرقي يرى أن أقصى مهارات الفتاة تنحصر في الزواج وتكوين أسرة والاهتمام بمتطلبات عش الزوجية فقط لا غير، فجاءت انتقادات الرجال كما توقعت وبدأوا يستنكرون أنني أجيد مهارات لا يمكنهم إجادتها .
وتضيف: الانتقادات لم توقفني عن ممارسة رياضتي المفضلة، خاصة وأنني أرى أن النجاح تحدي، فاتفقت مع صديقتي رضوى على تصوير فيديو نلعب فيه free style ونستعرض مهاراتنا وأطلقنا على الفيديو اسم girls breaking ruls، فحصدنا ردود أفعال غير متوقعة من تأييد النساء والرجال أيضاً، وبدأنا نتلقى عروضا من شركات وأندية بالمشاركة بعروضنا الرياضية في أحداثهم المهمة.
تؤكد ياسمين أن أغلب تمارينها كانت في المنزل، وفي البداية اعتقدت أسرتها أنها تمارس رياضة كرة القدم واعتقدوا أنها ستمل منها سريعًا وتتركها، ولكنها أبهرتهم في النهاية بتطور مهاراتها وعشقها للعبة.
وعن الانتقادات الاجتماعية تقول ياسمين: أغلب التمارين كنت أمارسها في المنزل ولكن أحيانا كنت أصطحب صديقتي رضوى لنتمرن في النادي أو استاد الاسكندرية، وكانت جميع الانتقادات مغلفة في اطار واحد ألا وهو كيف أننا بنات نمارس مهارات يفشل فيها الرجال وكثيرا ما كنا نسمع تلك الجمل بصيغ تعجبية، ولكن تلك الانتقادات كانت تزيد اصرارنا على النجاح لأننا نرى أننا مميزات ونستحق المزيد من التفوق في هذه اللعبة .
وتتابع: لم نهتم ولعبنا أحيانًا في الشارع أو على الكورنيش إلا أننا لم نتعرض إلى حالة تحرش واحدة رغم معاناة معظم المصريات من تلك الظاهرة في شوارع المحروسة.
وتلفت ياسمين إلى المعتقدات الاجتماعية قائلة: دائما ما يرهب المجتمع الفتيات ممارسات الرياضات الجديدة وغير المألوفة بالعنوسة حيث إن ثقافتنا الشعبية تقلص أهميتنا في الزواج والانجاب فقط، ولكني كسرت هذا المعتقد وتمت خطبتي لشخص واعي ومثقف يدفعني إلى تحقيق المزيد من النجاج في رياضتي المضلة ويقف بجواري ويشد من أزري .
لم تستسلم ياسمين للاحباط بسبب عدم وجود مسابقات أو درويات في مصر خاصة برياضة free style football، وتوضح: لا يوجد في مصر تقريبًا مسابقات أو دوري استطيع المشاركة فيه لأحقق فوزًا ونجاحًا ملموسًا، فكرت في المسابقات العالمية والدولية التي تقام خارج مصر ولكن ظروف الدراسة أعاقتني ولكني سأتقدم لخوض أول مسابقة قادمة لأنني أنهيت دراستي الجامعية مؤخراً.
وتعرب عن آمالها قائلة: أتمنى تحقيق المركز الأول في إحدى مسابقات الـ free style العالمية، فضلا عن تأسيس اتحاد نسائي في مصر للاعبات الـ free style ، ولكن مازال عدد الفتيات المقبلات على هذه الرياضة قليل جداً.
عشق بالوراثة
رضوى مدحت خليل ( 22 عامًا ، طالبة بالصف الثالث بكلية العلوم)، عشقت الساحرة المستديرة بالوراثة حيث إن والداها مدرب كرة قدم بنادي سموحة بمحافظة الاسكندرية، وتقول: بدأت رياضة كرة القدم النسائية منذ كان عمري 14 عاماً وبعد عامين أصيبت في قدمي فاضطريت الابتعاد عن اللعبة فترة كبيرة حتى أتعافى تمامًا، ولكني شاهدت رياضة الـ free style صدفة في عرض مارثون أمام مكتبة الاسكندرية وتابعته حتى وصل للنهاية أمام قلعة قايتباي، وهناك شاهدت المزيد من استعراض المهارات الكروية، وبدأت أسأل اللاعبين الذكور بعد انتهاء العرض عن هذه اللعبة وأضافت حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لأستفسر منهم بعد ذلك عن المزيد من المعلومات حول الـ free style ، بعدها بفترة علمت أن هناك بنت أخرى تلعب نفس الرياضة وهي ياسمين محمد علي، فتعرفت عليها وبدأنا نتقابل من أجل تشجيع بعض والتمرين سوياً فحينها لم يكن هناك أحد يدربنا بل كنا نتعلم المهارات من موقع الـ youtube ونطبقها بأنفسنا في المنزل أو النادي أو الاستاد حينما نتقابل، بعدها تعرفنا بالصدفة على كابتن يسري محمد مدرب كرة قدم والمدرب الوحيد في مصر لرياضة free style وساعدنا كثيرا في التمرين واكتساب مهارات كثيرة .
رغم أن أسرة رضوى رياضية إلا أن أبيها لم يتوقع أن تصل إلى هذه الدرجة الاحترافية، وتضيف: تفاجأت أسرتي بأكملها عندما رأوني ألف الكرة على إصبع يدي لأول مرة، وكانت المهارة الثانية الأكثر مفاجأة لهم عندما رأوني ألف رجلي حول الكرة، من هنا وثقوا أنني أحب هذه الرياضة وازداد تشجيعهم لي حتى أبي يحمسني دائمًا ويقول إني احترف مهارات لا يجيدها رغم كونه مدرب كرة قدم.
في المقابل تؤكد رضوى أن نفس حالة الدهشة التي أصابت أسرتها تصيب كل من يراها من زملاء في الكلية أو وقت التمرين في النادي لينتهي حال الدهشة إلى تشجيع إيجابي.
وتلفت إلى الصعوبات التي واجهتها في بداية لعبة الـ free style، قائلة: في البداية واجهتني مشكلة المكان فالذكور يتمرنون في الشارع في أي وقت، وتغلبت عليها بالتمرين في المنزل في البداية ثم النادي والاستاد مع صديقتي رضوى، أما العوائق الاجتماعية فلم ألف إليها لم أرى إلا النصف الممتلئ من الكوب المتمثل في تشجيع المحيطين ومن يرونني ألعب بمهارة مختلفة عن المعتاد، وبناء عليه لا أخشى النظرة الذكورية في المجتمع، ولو اعترض شريكي المستقبلي على اهتماماتي الرياضية أو الفنية – فأنا أهوى الرسم أيضاً – سأختار هواياتي من الرسم وال free style ولن أقبل بشريك لا يفهمني ولا يدعمني.
تختم رضوى كلامها بأمانيها عن تأسيس أكاديمية لتعليم الفتيات الـ free style football ، مع صديقتها ياسمين، بالإضافة إلى المشاركة وتحقيق مراكز أولى في المسابقات العالمية مثل مسابقة "ريد بول" لأنها الحدث الأكبر في مجال الـ free style football .
مدرب البنات
كابتن يسري محمد، كرة قدم و Free style football، يؤكد أن عدد لاعبي رياضة Free style football في مصر قليل بشكل عام وإذا نظرنا إلى الفتيات فأعدادهم لا تتجاوز
اصابع اليد، لافتا إلى أن السبب في ذلك عدم حظي الرياضة باقبال أو قبول مجتمعي مرجعا ذلك إلى عدم الوعي بأهمية تلك الرياضة .
وعن تأثير الـ Free style football على الفتيات، يقول كابتن يسري: هذه الرياضة تزيد من قدرة البنات على الابتكار وسرعة البديهة، حيث إن أفكارهن تكون حاضرة دائما خارج الصندوق التقليدي نظرًا لطبيعة اللعبة، التي تجبرهن على سرعة البديهة حتى لا تقع الكرة في الأرض، فضلًا عن تحفيز روح التحدي بداخل انفسهن مما زيدهن قوة ويجعلهن أكثر جرأة وقدرة على المواجهة.