
قصة المليونير العاشق قاتل سوزان تميم المفرج عنه صحيا
ربما نسي بعض المصريين قصة رجل الأعمال الشهير هشام طلعت مصطفى الذي حرض رجل الأمن السابق محسن السكري على إنهاء حياة المطربة اللبنانية سوزان تميم منذ سنوات ، والذي كان مقربا من السلطة وقتها بصداقته مع جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكان وقتها من شلة رجال الاعمال الكبار المقربين من لجنة السياسات في الحزب الحاكم ومن رجال السلطة النافذين .
اليوم الجمعة، قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي، إصدار عفو صحي عن طلعت مصطفى بعدما قضى أكثر من 9 سنوات داخل السجن، حيث تقدم محاميه في أكثر من مناسبة بطلب للعفو الصحي، وتمت الموافقة عليه، وخلال ساعات سيصبح رجل الأعمال حرًا طليقًا في عالم البيزنس وربما في عالم السياسة ايضاً.
تعود قصة رجل الأعمال الشهير مع المطربة اللبنانية إلى أكثر من عشر سنوات مضت حين تعرَّفت عليه وساعدها بمكانته وماله بإسقاط بعض التهم عنها، بعد مشكلات عديدة مع طليقها، والتي حرمتها سنوات من العودة إلى الساحة الفنية.
وقع هشام في حب سوزان وطلب الزواج منها، لكن سوزان رفضت وسافرت إلى لندن لتسجيل ألبومها الجديد بعنوان "يصعب عليا"، الذي لم تتمكَّن من طرحه وصوَّرت الأغنية التي تحمل اسم ألبوم في سويسرا، واستطاعت أن تطرحها على قناة "مزيكا" الموسيقية عام 2008، وتسببت الأغنية بمشاكل قضائية مع زوجها معتوق من جديد.
وفي لندن، تعرفت سوزان إلى المصارع العراقي رياض العزاوي، وعمل كحارس شخصي لها، وظهر العزاوي بعد موتها وزعم أن علاقة حب جمعت بينه وبين سوزان، وتزوجها بعقدٍ عُرفي، وطالب بحقه من الميراث. لاحقت سوزان التهديدات والمضايقات من قبل هشام في لندن، ما دفعها إلى تقديم بلاغ ضده للسلطات البريطانية، التي لم تتخذ الإجراءات الكافية، فعاشت سوزان هاجساً من الخوف بسبب التهديدات المتكررة، ما أدى لانهيارها عصبياً وازداد وزنها، وقررت سوزان أخيراً السفر إلى دبي.
وفي دبي، وجدت سوزان تميم مذبوحة في شقتها يوم 28/7/2008، وبعد موتها، عادت سوزان إلى الساحة الفنية بطريقة مأساوية، فاستغل الإعلام موتها بطريقة بشعة، وتم نشر صورتها مقتولة دون أي احترام لكل القيم والأعراف، وبثت لها أيضاَ أغنية "ناويهالو"، التي قامت بتصويرها منذ عام 2006، وكانت تستعد لطرحها بألبومها الجديد، ولكن بعد وفاتها عملت قناة "مزيكا" على جعل هذه الأغنية حصرية أكثر من أي وقتٍ مضى.
ولكن الكليب لم يعرض سوى مرة واحدة فقط، وبعدها رفعت دعوى، اقتضت بعدم عرض أعمال سوزان أو الغناء لها في البرامج الخاصة بالمواهب. أما عن الأغنية، فالحقوق لم تثبت بشكل نهائي لسوزان، لذلك لم يُترك للعاملين عليها أي فرصة لنشرها وجعلها مسموعة على مستوى كبير، فكانت من نصيب المغنية رولا سعد، التي قامت بدورها بطرح الأغنية في ما بعد، وصورتها برفقة الممثل التركي كيفانش تاتليتوغ، الشهير باسم "مهند".
بعد التحقيقات والأدلة، تم إلقاء القبض على مسؤول الأمن المصري المتقاعد، محسن السكري، من خلال خطأ بسيط ارتكبه أثناء ارتكابه الجريمة، وهو شراء سلاح الجريمة ببطاقته الائتمانية. واعترف بدوره أنه تقاضى المال من هشام طلعت، لتنفيذ العملية، وتم إلقاء القبض على هشام وهو يحاول الهرب إلى البرازيل. ووجِّهَت إليه تهمة التحريض على قتل سوزان تميم، وأصدرت محكمة الجنايات حُكماً بإعدام هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري، وأحالهما القاضي إلى المفتي للحصول على موافقته على حكم الإعدام، إلا أنَّه تمَّ الطعن في الحكم، وقضت المحكمة بسجن هشام طلعت مصطفى 15 عاماً، ومحسن السكري 25 عاماً بسبب تهمة القتل.